المدير العام للوظيف العمومي يرد على اتهامات وزير التربية
نتائج المسابقات مزوّرة وبن بوزيد يتستر على المتورطين
كشف المدير العام للوظيف العمومي بأن مصالحه ألغت نتائج جميع مسابقات قطاع التربية العام الماضي، بسبب تزوير كبير تورط فيه إطارات من القطاع. وطالب الوزير بن بوزيد بـ''تنظيم
قطاعه بدل اتهام مديرية الوظيف العمومي بالبيروقراطية، وإذا كانت الشفافية
ومحاربة الغش والتزوير بيروقراطية... فنحن إذن بيروقراطيون..''.
قرر المدير العام للوظيف العمومي جمال خرشي الخروج عن صمته، وخرق ''واجب التحفظ'' الذي يمليه عليه منصبه، حسبما جاء على لسانه، حيث أطلق النار على وزير التربية الوطنية
أبوبكر بن بوزيد، تبعا للتصريحات التي أدلى بها هذا الأخير أمام نواب البرلمان للرد على سبب تأخر إجراء المسابقات الخاصة بالقطاع.
وقال المتحدث ذاته في تصريح خاص لـ''الخبر''، بأن تصريحات الوزير ''غير مؤسسة''، لأنها تحمل، حسبه، الكثير من المغالطات، متهما إياه بـ''التستر'' على التزوير ''المفضوح'' الذي أصبح يميز قطاع التربية ''بدليل ما وقع العام الماضي حينما تقرر إلغاء نتائج جميع المسابقات بعد اكتشاف تورط إطارات ومستخدمين في حالات تزوير كبيرة..''.
وقال خرشي إن مديرية الوظيف العمومي طالبت مسؤولي وزارة التربية باتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة ضد المتورطين في التزوير ''لكنه لم يتم اتخاذ أي إجراء لحد الساعة..''، ما جعله يؤكد بأن مهمة الهيئة التي يسيرها ليست ''عرقلة'' سير المسابقات في أي قطاع كان ''ولا يحق لأي قطاع فرض شروطه علينا لأن كل ما يتم تنظيمه في إطار شفاف وشرعي نصادق عليه مباشرة، فالمشكل موجود داخل القطاع''، يضيف، بالنظر إلى ''النقائص'' و''العجز'' الكبير في تسيير الموارد البشرية ''وهو ما لا يمكننا تحمل مسؤوليته لأننا ملزمون بالسهر على تكريس مصداقية الدولة أمام المترشحين للمسابقات والموظفين بشكل عام، من خلال ضمان مراقبة دقيقة وشفافية..''.
وأعلن محدثنا، بأن المسابقات التي يجريها قطاع التربية لا تتطابق مع المقاييس التي ينص عليها القانون، ما يفسر، حسبه، تدخل مديرية الوظيف العمومي لفرض السير العادي على مسؤوليه، ''وإذا كانت الشفافية ومحاربة الغش والتزوير بيروقراطية... فنحن إذن بيروقراطيون وملزمون بقوة الصلاحيات التي منحها لنا القانون بالسهر على مطابقة حوالي 11 ألف مسابقة فقط في قطاع التربية سنويا للقانون..''.
وكشف خرشي بأن مصالحه مجندة في جميع الولايات للتصدي لمختلف أشكال الغش والتزوير، مشددا على أنه من غير المسؤول ولا المقبول اتهام مصالح مديرية الوظيف العمومي، بـ''عرقلة'' إجراء مسابقات التربية ''مثلما لمح إليه الوزير بن بوزيد مؤخرا، وعلى هذا الأخير تنظيم قطاعه ومعاقبة إطاراته المزورين بدل تحميلنا مسؤولية الفوضى التي يشهدها قطاعه..''.
وبخصوص تأخر إجراء مسابقات هذا العام، قال خرشي بأنها ليست المرة الأولى التي يسجل فيها تأخير، مشيرا إلى أن شهر سبتمبر هو موعد تنظيمها كل سنة ''وهذا لا يبرر العجز في تأطير هذه المسابقات..''.